أتقدم بخالص التهنئة لحكومة وشعب الكويت بمناسبة الذكرى السادسة والخمسين لعيد الاستقلال والذكرى السادسة والعشرين للتحرير. إنه لمن فخر الولايات المتحدة الأمريكية مساهمتها في تحرير دولة الكويت وتظل فخورة اليوم بأن تكون شريكة في العلاقات الثنائية القريبة والاستراتيجية والآخذة بالنمو. لقد قدمنا التزامنا بتحرير الكويت وساعدنا في جعل ذلك حقيقة عام 1991. إن ما أبديناه من التزام في الدفاع عن الكويت حينها مستمر لوقتنا الحاضر.
تستمر الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم وتوفير التدريب القادر على تمكين القوات المسلحة الكويتية من الدفاع وردع من يسعون إلى إحداث ضرر بالأمة. فقد أكد الرئيس ترامب في المكالمة الهاتفية الأخيرة مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الشراكة الدفاعية القوية بيننا.
هذا وأرى بأن الشراكة الأمريكية مع دولة الكويت مفيدة لشعبينا معاً اليوم كما كانت مفيدة في الفترة بين 1990-1991 بالعديد من الطرق. فالحوار الاستراتيجي الذي تم إطلاقه بين بلدينا في شهر أكتوبر الماضي في واشنطن سيساعدنا في تعزيز العلاقات الوطيدة أصلاً والتي تشمل الدفاع والاقتصاد والتعليم والروابط الثقافية بيننا. هذا وتتفق الولايات المتحدة الأمريكية والكويت على ضرورة تحقيق شراكتنا النتائج العملية والملموسة لدى شعبينا.
كما اتفق قادتنا على أهمية تقوية أواصر التعاون الثنائية في مجالات الاقتصاد والتعليم، من خلال البناء على ما تم تحقيقه خلال الحوار الاستراتيجي. كما أن قطاعات التجارة والاستثمار بين بلدينا آخذة هي الأخرى بالنمو وأنا أتمنى أن يشكل ذلك حافزاً للنمو والابتكار. ومع وجود أكثر من 15,500 طالب كويتي في الجامعات الأمريكية، يقدم هؤلاء الطلبة –وبشكل يومي- تجاربهم الخاصة إلى صفوفنا الدراسية وقاعات المحاضرات والمجموعات الطلابية، كما قدمها من قبل آباؤهم وأجدادهم. وأؤكد هنا بأن سياستنا من حيث الترحيب بهؤلاء الطلبة لم تتغير. ويسعدنا بأن يحمل هؤلاء الطلبة ما تعلموه في الولايات المتحدة الأمريكية للمساعدة في تشكيل مستقبل الكويت.
إنني مؤمن بأن مستقبل التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة والكويت، لن يقتصر على التعليم وحده بل سيشمل العلوم والرعاية الصحية أيضاً. ففي حين تستمر مستشفياتنا بتقديم رعاية ممتازة للمرضى الكويتيين، توفر هذه المستشفيات أيضاً الدعم والتدريب في ظل توسعة الكويت بنيتها التحتية الطبية.
منذ وصولي هنا في شهر سبتمبر الماضي، لقد ألهمتني روح الاستمرارية والتصميم لدى الكويتيين في لعب دور قيادي متزايد في منطقة تواجه تحديات كبيرة، مستمدين ذلك من تاريخ دولة الكويت.
ومن هنا جاء الاعتراف الدولي المستحق للكويت كمركز إقليمي في مواجهة التحديات الإنسانية. ومن خلال ذلك، تقوم الكويت بالاستثمار في استقرار المنطقة. هذا وتعتبر الكويت قائدة إقليمية في الحكم الدستوري والمشاركة. ومع استعادة الإعلام الكويتي حيويته، نراه مستقلاً، يقبل طرح وجهات النظر بحرية مما يمكن الكويت من رسم مسار المستقبل.
إنه لشرف لي بان أكون سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية في دولة الكويت. إنني أتطلع خلال ذلك إلى استكشاف طرق جديدة لعمل الحكومتين الأمريكية والكويتية ولعمل الشعبين الأمريكي والكويتي معاً. وختاماً، أود أن أتقدم بالشكر للشعب الكويتي على مشاعرهم الطيبة وحسن الضيافة التي حظيت بهما أنا وأسرتي خلال الأشهر الخمس الماضية وأتطلع إلى تكوين المزيد من الصداقات مع الشعب الكويتي. مرة أخرى، “ألف مبروك” إلى أصدقائنا الكويتيين في ظل إحيائهم هاتين المناسبتين الهامتين والمدعاة للفخر.