السلام عليكم، وأهلاً وسهلاً بكم.
معالي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح: إنه لشرف لنا تواجدك معنا اليوم. مسؤولو حكومة دولة الكويت، أعضاء مجلس الأمة، أصحاب السعادة، أعضاء القوى المسلحة الكويتية والأمريكية، الزملاء الأمريكيين، السيدات والسادة، كافة أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية،.
أرحب بكم أنا وزوجتي “فيكي” في احتفالية “الرابع من يوليو” في يوم 7 فبراير. مرحباً بكم في عيد ميلاد الولايات المتحدة الأمريكية الـ241. لقد مضى على تواجدي في الكويت حتى الآن مدة أربعة أشهر ونصف، لقينا خلالها أنا وزوجتي “فيكي” أحر الترحيب ، كما لقيه مثلنا ابننا “ديفيد” خلال زيارته الكويت مؤخراً. أستطيع وبكل تأكيد أن أخبركم بأن “ديفيد” قد عاد إلى الولايات المتحدة معجباً بثقافة الديوانية والكويت.
وقبل المُضي في الحديث، أود أن أعبر عن شكري الخاص لكافة رعاة حفل اليوم الكرام بمن فيهم من مكننا من إحياء الحفل تحت عنوان “السيارات والشرائط”: متحف الكويت للسيارات التاريخية والقديمة والكلاسيكية وصناعات الغانم ومجموعة الملا وبهبهاني للسيارات ونوادي السيارات الكويتية الذين سمحوا لنا بعرض هذه السيارات ذات التصميم والهندسة الأمريكية. كما أتقدم بالشكر إلى فرقة الجيش الأمريكي “ثاندر سترك” على ما ستقدمه لنا من معزوفات هذه الليلة.
أيها السيدات والسادة، نحن مجتمعون هنا الليلة لنحتفل بذكرى الاستقلال. مناسبة لها أثر كبير عند الكويتيين إذ لمسوا أهمية الاستقلال والسيادة بشكل مباشر قبل 26 عاماً. كانت الولايات المتحدة الأمريكية حينها ملتزمة بالدفاع عن هذا الاستقلال. احتفلت الكويت مؤخراً بمرور 56 عاماً على الاستقلال وتفصلنا أيام عن الاحتفال بذكرى مرور 26 عاماً على التحرير. إن تاريخ الكويت بلا شك مليء بالأحداث الهامة. دعوني هنا أستذكر ما قاله جون كينيدي ذات مرة ًوفحواه: “تتشكل شخصية الأمة كشخصية الفرد، بشكل جزئي من أمور قمنا بفعلها وفي جزء آخر من أمور قام بها آخرون لنا”. ينطبق ذلك على كافة الأمم.
إننا نجتمع كأمريكيين لا للاحتفال باستقلال بلدنا فحسب، ولكن لنحتفل أيضاً بروح الاستقلال بيننا كشعب. فالأمريكيون ينظرون إلى الأمم على أنها كيانات حية تحتاج إلى النمو لنكون أفضل ونتقدم إلى ما هو أفضل. أرى أن هذه الروح نفسها هي التي تحث وتحفز شعب الكويت.
لقد تسلم وزير الخارجية الأمريكي الجديد “ريكس تيليرسون” مهام منصبه الجديد منذ أقل من أسبوع. وبصفتي من إقليم “نيو انغليند”، فقد سررت حين سمعته يحث موظفينا في أول يوم عمل له أن يحذوا حذو فريق “نيو انغليند باتريوتس” لكرة القدم للمحترفين بشعاره: “قم بواجبك”. أود هنا التأكيد على أنه يمكنكم الاعتماد علينا جميعاً هنا في السفارة الأمريكية في “أداء واجبنا” بكل تفاني في دعم العلاقات الأمريكية الكويتية والمصالح المشتركة.
لعلكم على علم بأنه وفي كل عام في واشنطن، يوجه الرئيس خطاباً إلى الكونغرس فيما يعرف بخطاب “حالة الاتحاد”. يسعدني هنا أن أؤكد لكم بأن العلاقات الأمريكية – الكويتية بحالة غاية في القوة. ومع انطلاق “الحوار الاستراتيجي” في شهر أكتوبر الماضي، نرى أننا نتيح الفرصة هنا أمام إحداث نمو ملموس في علاقة بلدينا.
هذا وتقر الإدارة الأمريكية بأهمية العلاقة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي وبالعلاقات الثنائية مع الكويت. سيكون للولايات المتحدة الأمريكية دور فعال ومؤثر في هذه المنطقة. كما سنعمل معاً لهزيمة تنظيم داعش وغيرهم من المتطرفين والإرهابيين وتعزيز الاستقرار الإقليمي. إننا نقدر وبشدة تعاون دولة الكويت الكامل في هذه الجهود المبذولة كما نؤكد على تمسكنا بالدفاع عن الكويت.
كما تواصل الولايات المتحدة إظهار هذا التعهد من خلال إمداد الكويت بالأنظمة العسكرية التي تعزز من قدرات الكويت الدفاعية لحماية أراضيها وتقديم التدريب اللازم لجعل هذه الأنظمة رادعة لمن يسعى إلى إلحاق الضرر بالكويت. ومنذ وقت ليس بالبعيد، كان من دواعي فخري الوقوف بجانب زملائي الكويتيين على متن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس آيزنهاور” ومشاهدة طائرات الإف-18 المتطورة والتي سنقوم بتزويدها للكويت. كما ستواصل الولايات المتحدة تقديم المساعدة إلى الكويت لمنع الإرهابيين من تهديد أمنها.
هذا وستواصل الولايات المتحدة شراكتها التجارية والاقتصادية القوية مع الكويت. ففي عام 2016، قامت الولايات المتحدة بتصدير بضائع إلى الكويت وصلت قيمتها حوالي 3 مليار دولار أمريكي واستيراد بضائع بنفس المبلغ من الكويت. كما سيتم تسليم الخطوط الكويتية طائرة أمريكية جديدة كل شهر من هذا العام. يضاف إلى ذلك افتتاح فروع جديدة للعلامات الأمريكية هنا في الكويت. وفي غضون ذلك، وصلت أعداد الكويتيين ممن زاروا الولايات المتحدة الأمريكية للعمل والسياحة والتعليم والرعاية الصحية أرقاماً قياسية بلغت 87,000 مرة في عام 2016.
إننا نعلم بأن الكويتيين هم بالفعل مستثمرون ذوي شأن في كل قطاع من قطاعات الاقتصاد الأمريكي وسنسعى من خلال الحوار الاستراتيجي تعزيز التجارة والاستثمار الثنائية بين البلدين. ومنذ أسبوع فقط كان لي شرف حضور إطلاق رؤية حكومة الكويت بعنوان “الكويت الجديدة” والتي نود أن نساهم في تحقيقها من خلال علاقتنا الاستراتيجية.
ومن أهم أسس العلاقة بين بلدينا فرص التدريب وتبادل الخبرات المتاحة. فمنذ عام 2011، قامت هذه السفارة بتوفير تدريب لما يزيد عن 500 شخص في مجالات متنوعة تشمل التكنولوجيا الحديثة وتدريس اللغة الإنجليزية والصحافة. كما قمنا بإرسال قرابة ألف (1000) طالب عسكري لتلقي التدريب والتعليم في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، وعلى مدى السنوات العشر الماضية، تلقي حوالي 1,700 طالب تدريب وتعليم متخصص.
أنتهز الفرصة هذه الليلة لأؤكد من جديد التزامي والتزام السفارة بتوسيع الروابط التعليمية والبحثية بين البلدين. يقوم نحو 15500 طالب كويتي بالدراسة في مؤسسات تعليمية أمريكية. إننا نتطلع إلى استقبال المزيد منهم. أؤكد هنا بأنه لا توجد هناك أية تغييرات في سياستنا في هذا الشأن. كل التحية لكل من تخرج من الجامعات الأمريكية ممن كان لهم دور رئيسي في مسار التنمية في الكويت. وبالتعاون مع الحكومة الكويتية، سنسعى جاهدين إلى تقديم المساعدة في إعداد أجيال جديدة قادرة على التفوق في الدراسة الأكاديمية في أمريكا.
في كل محادثة أجريتها مع فرد كويتي ممن درس في الولايات المتحدة الأمريكية، تبين أنه قد أمضى بعض الوقت للتجول في بلدي أمريكا. أكان السفر بالسيارة أو القطار أو الطائرة، لا شك بأن شكل ذلك السفر جزءاً من تجربتهم التعليمية، تمكنوا من خلالها معرفة أمريكا بشكل أفضل ومكن ذلك الأمريكيين من معرفة الكويت بشكل أفضل أيضاً.
ثمة شيء واحد يعرفه كل من الأمريكيين والكويتيين عن بعضهم البعض وذلك حب السيارات. تشكل السيارات بالنسبة للأمريكيين مصدر شعور بالاستقلال فترى العائلات الأمريكية تلتقط الصور مع سياراتها وقضاء الوقت معاً خلال رحلات الطريق بالسيارة. إن بعض الصور المعروضة اليوم هي من ألبوم الصور الخاص بي حيث نجد صور لأمريكيين فخورين- بمن فيهم والدي- بجوار سياراتهم.
هذا وقد وصلت بعض أوائل السيارات في منطقة الخليج إلى الكويت- حيث أُحضرت إلى الشيخ مبارك الصباح في عام 1908. فالنظر إلى صور الكويت قديماً يشبه النظر إلى ألبوم صور يضم سيارات أمريكية من العام الماضي.
واليوم، نجد عشاقاً كويتيين من محبي السيارات الأمريكية القديمة حتى وهم يبحثون عن أفضل أنواع السيارات الأمريكية من حيث الطراز والتكنولوجيا. فهم يسافرون إلى أمريكا لحضور فعاليات تتمحور حول السيارات. فالسيارات التي تشاهدونها من حولكم هذه الليلة، والصور التي تظهر على الشاشات والموسيقي التي تسمعونها قد تم تصميمها للاحتفاء بهذه الروابط الإضافية بين شعبينا.
سيداتي وسادتي، أشكركم على وجودكم معنا للاحتفال– ليس بعيد استقلال أمريكا فحسب، بل بالروابط القوية دوماً بين الولايات المتحدة والكويت. إننا نلتزم اليوم ببذل أقصى ما في وسعنا لتعزيز هذه الروابط بين بلدينا ولشعبينا من أجل المحافظة على استقرار المنطقة وأمنها وتنميتها.
اتمنى لكم وقتاً ممتعاً في هذا الحفل!