مقابلة السفيرة ألينا رومانوسكي مع الأنباء حول قانون (قيصر) والأزمة الخليجية

  • التوصل إلى حلّ دائم للنزاع بين دول مجلس التعاون وتوافر الوحدة بين الدول الأعضاء مفتاح لإحلال الاستقرار والأمن الإقليميين
  • ملتزمون بتعزيز الحريات الدينية حول العالم والكويت تتمتع بتاريخ طويل من التسامح والقبول الديني
  • أهنئ الكويت لاعترافها بكنيسة السيد المسيح لقديسي الأيام الأخيرة ونشجع الحكومة على اتخاذ خطوات مماثلة تجاه الطوائف الدينية الأخرى
  • نقدّر وبشدة إسهامات الكويت وجهودها الديبلوماسية على صعيد حلّ النزاعات وإحلال السلام ونتطلع للعمل معاً لمواصلة شراكتنا المتينة في هذا المجال
  • «قيصر» إشارة واضحة إلى أنه لا ينبغي لأي طرف خارجي الانخراط في أعمال تجارية مع نظام الأسد أو مساعدته على تحقيق الثراء
  • العقوبات الجديدة على سورية بموجب قانون قيصر لا تهدف إلى إيذاء الشعب السوري ولكن لمحاسبة نظام الأسد على عنفه الذي أودى بحياة مئات الآلاف

اجرى الحوار: أسامة دياب

أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي أن التوصل إلى حل دائم للنزاع الخليجي مفتاح لإحلال الاستقرار والأمن الإقليميين، لافتة إلى أن بلادها ستواصل دعم الجهود الكويتية للتوصل لحل دائم وقريب للأزمة الخليجية، كما ستعمل على حث كل الأطراف المعنية على خوض محادثات جدية لإنهاء النزاع، مشيدة بجهود الكويت بقيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد والتي وصفتها بالمدروسة والمتواصلة لتحقيق وحدة الصف الخليجي، مشيرة إلى تقدير بلادها وبشدة إسهامات الكويت وجهودها الديبلوماسية على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام، متطلعة إلى أن يواصل البلدان الصديقان العمل معا في إطار شراكتهما المتينة في هذا المجال.

ولفتت رومانوسكي ـ في لقاء خاص لـ «الأنباء» ـ إلى أن الكويت تتمتع بتاريخ طويل من التسامح والقبول الديني، موضحة أن بلادها ملتزمة بتعزيز الحريات الدينية حول العالم، مهنئة الكويت لاعترافها بكنيسة السيد المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، داعية الحكومة الى اتخاذ خطوات مماثلة تجاه الطوائف الدينية الأخرى الراغبة بالحصول على التسجيل هنا.

وكشفت أن العقوبات الجديدة على سورية بموجب قانون قيصر لا تهدف إلى إيذاء الشعب السوري ولكن لمحاسبة نظام الأسد على عنفه الذي أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين، موضحة أن بلادها ستواصل حملتها خلال الأسابيع والأشهر القادمة لاستهداف الأفراد والشركات التي تدعم نظام الأسد وتعرقل التوصل إلى حل سياسي سلمي للصراع في سورية، فإلى التفاصيل:

ما آخر أخبار المصالحة الخليجية ومدى فاعلية الوساطة الأميركيةـ الكويتية التي أعلن عنها وزير الخارجية القطري مؤخرا؟
٭ منذ اندلاع الأزمة الخليجية قبل أكثر من ثلاث سنوات، أبدت الكويت بقيادة صاحب السمو جهودا مدروسة ومتواصلة لتحقيق وحدة الصف الخليجي، خاصة ان التوصل إلى حل دائم للنزاع بين دول مجلس التعاون الخليجي وتوافر الوحدة بين الدول الأعضاء لمجابهة التحديات التي تواجه المنطقة هي مفتاح لإحلال الاستقرار والأمن الإقليميين، ونواصل دعمنا للجهود الكويتية لإيجاد حل لهذا الملف ونأمل أن يتم إحراز تقدم ملموس وقريب لرأب الصدع، كما سنواصل من طرفنا حث كل الأطراف للخوض في محادثات جدية حول سبل المضي قدما لحل النزاع.
كيف تقيمون الدور الذي تلعبه الديبلوماسية الكويتية على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ اتسمت السياسة الخارجية الكويتية تحت قيادة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتشجيع إحلال السلام والتعاون الإقليميين وبحث طرق حل النزاعات في المنطقة، هذا ولعبت الكويت دورا بارزا من خلال استضافة المؤتمرات الدولية مثل مؤتمرات المانحين لسورية والعراق، بالإضافة إلى تقديم دعم ومساهمات إنسانية مهمة وكبيرة، كما جددت الكويت في العام 2019 دعوتها لاستضافة محادثات تضم الفصائل اليمنية المنقسمة، وحتى خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، رأينا مشاركة افتراضية نشطة لوزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد في مؤتمر المانحين لدعم الوضع الانساني في اليمن واجتماع المجموعة الوزارية المصغرة للتحالف الدولي ضد داعش بدعوة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره الإيطالي، وإننا نقدر وبشدة إسهامات الكويت وجهودها على صعيد حل النزاعات وإحلال السلام ونتطلع للعمل معا لمواصلة شراكتنا المتينة في هذه المجالات.
ما جدوى العقوبات الأميركية الجديدة «قانون قيصر» والتي وصفت بالقاسية على سورية؟
٭ لا تهدف عقوباتنا بموجب قانون «قيصر» والأمر التنفيذي رقم (13894) إلى إيذاء الشعب السوري، بل تهدف في الحقيقة إلى محاسبة نظام الأسد على عنفه وتدميره اللذين أوديا بحياة مئات الآلاف من المدنيين، وأخضعا آلاف السوريين للاعتقال التعسفي والتعذيب وتدمير البنية التحتية المدنية للبلاد، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والأسواق، ويهدف هذا القانون إلى إرسال إشارة واضحة مفادها أنه لا ينبغي لأي طرف خارجي الانخراط في أعمال تجارية مع مثل هذا النظام أو مساعدته لتحقيق الثراء.

ويتضمن قانون «قيصر» عقوبات إلزامية على الأفراد الأجانب الذين يسهلون حصول نظام الأسد على السلع أو الخدمات أو التقنيات التي تدعم أنشطة النظم العسكرية، بالإضافة إلى صناعات الطيران وإنتاج النفط والغاز، ويفرض قانون قيصر أيضا عقوبات على أولئك الذين يتكسبون ماديا من الصراع القائم في سورية.

وستواصل الولايات المتحدة حملتها خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة لاستهداف الأفراد والشركات الذين يدعمون نظام الأسد ويعرقلون التوصل إلى حل سياسي سلمي للصراع السوري بموجب قانون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم (2254).
وكما صرح وزير الخارجية مايك بومبيو بتاريخ 17 يونيو «إننا نتوقع تطبيق عقوبات عديدة أخرى وسنستمر بذلك لحين توقف بشار الأسد ونظامه من شن حربهم الوحشية غير المبررة ضد الشعب السوري ولحين قبول الحكومة السورية بإيجاد حل سياسي للصراع كما نادى به قانون مجلس الأمن رقم (2254) وسنشن حملة الضغوط الاقتصادية والسياسية هذه بالتعاون الكامل مع الدول الأخرى ذات التفكير المماثل وخاصة شركاءنا الأوروبيين الذين جددوا قبل ثلاثة أسابيع عقوباتهم ضد نظام الأسد لنفس السبب».
وقدمت الولايات المتحدة منذ بدء العقوبات على نظام الأسد استثناءات للمساعدات الإنسانية في مختلف المناطق السورية وسيتواصل نفس الإجراء خلال إنفاذ قانون قيصر.

وثمة في الواقع برامج حكومية أميركية تعمل مع منظمات غير حكومية لإيصال الأدوية والسلع الغذائية لكل أنحاء البلاد تقريبا، بما في ذلك المناطق التي يسيطر عليها النظام.

الولايات المتحدة هي أكبر مانح إنساني منفرد للشعب السوري، ومنذ بداية النزاع قدمنا أكثر من 10.6 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية.
ما انطباعاتكم عن الحريات الدينية في الكويت في ضوء اللقاء الأخير الذي جمعك مع ممثلين عن الطوائف الدينية في الكويت؟
٭ تؤكد الولايات المتحدة التزامها بتعزيز الحريات الدينية حول العالم الذي يشكل حقا إنسانيا عالمي وتتمتع الكويت بتاريخ طويل من التسامح والقبول الديني، وبالمناسبة أتقدم بالتهنئة إلى الكويت لاعترافها العام الماضي (2019) بطائفة دينية غير معترف بها سابقا كنيسة السيد المسيح لقديسي الأيام الأخيرة، وأشجع الحكومة على اتخاذ خطوات مماثلة اتجاه الطوائف الدينية الأخرى الراغبة بالحصول على التسجيل هنا.

وخلال نقاش أجريته مؤخرا (17 يوينو) مع أعضاء من الطوائف الدينية في الكويت، تناقشنا حول التحديات التي تواجه المصلين خلال أزمة كورونا والتحديات التي تواجه بعض المجموعات الدينية في الكويت، وأثار إعجابي ما سمعته من بعض المشاركين حول تمكن بعض المجموعات الدينية من تقديم المساعدة للمحتاجين خلال أزمة كورونا.

لقد تعمق لدي الفهم حول مجمل هذه القضايا وإنني أتطلع للعمل مع الحكومة الكويتية والمجتمع المدني حول هذه القضايا وغيرها الكثير.

المصدر: جريدة الأنباء